كيف تصلى صلاة الاستخارة؟ دليل شامل للطريقة الصحيحة
سنتعرف على كيفية صلاة الاستخارة بالخطوات الصحيحة، ونعرض لك الأدعية المأثورة المرتبطة بها، استنادًا إلى المصادر الشرعية الموثوقة.

صلاة الاستخارة هي من الصلوات التي يلجأ إليها المسلم عند اتخاذ قرار مهم في حياته، سواء كان يتعلق بالزواج، العمل، أو أي مسألة أخرى. تعتبر صلاة الاستخارة وسيلة للتواصل مع الله سبحانه وتعالى وطلب العون والإرشاد، لتكون إجابة الدعاء موجهة بإرادة الله تعالى. في هذا المقال، سنتعرف على كيفية صلاة الاستخارة بالخطوات الصحيحة، ونعرض لك الأدعية المأثورة المرتبطة بها، استنادًا إلى المصادر الشرعية الموثوقة.
ما هي صلاة الاستخارة؟
صلاة الاستخارة هي صلاة نافلة يُصليها المسلم عندما يُواجهه قرار صعب أو مفترق طرق في حياته، ويرغب في الاستعانة بالله تعالى لاختيار الأنسب له. تُعد صلاة الاستخارة وسيلة للمسلم للتوكل على الله تعالى في جميع أموره، وإظهار التواضع في طلب الهداية. من خلال هذه الصلاة، يطلب المسلم من الله أن يوفقه لاختيار الخير له، سواء كان ذلك القرار في مصلحة دينه أو دنياه.
كيفية صلاة الاستخارة بالخطوات الصحيحة
1. تحديد الحاجة أو القرار:
قبل أن تبدأ في صلاة الاستخارة، يجب أن يكون لديك قرار تحتاج إلى أن تستعين بالله في اختياره. هذا قد يكون مرتبطًا بأي مسألة في حياتك، مثل:
- الزواج: عندما تكون في حيرة بين الزواج بشخص معين أو لا.
- العمل: إذا كنت في مفترق طرق بشأن وظيفة معينة.
- الأمور الدنيوية الأخرى: مثل شراء شيء مهم أو اتخاذ قرار مهم في حياتك اليومية.
2. أداء ركعتين من النفل:
بعد تحديد الحاجة أو القرار، يجب أن تصلي ركعتين من صلاة النفل (أي صلاة تطوع غير مفروضة). ليس هناك وقت معين لأداء صلاة الاستخارة، ولكن يُفضل أن تكون بعد صلاة الفريضة أو في أي وقت تستطيع فيه أن تُصلي دون أن تشعر بالعجلة.
- قم بأداء ركعتين خفيفتين، في البداية بقراءة الفاتحة في الركعة الأولى ثم قراءة سورة أخرى، وبعدها تأتي الركعة الثانية.
- إذا لم تكن متأكدًا من السورة التي يجب قراءتها، يمكن قراءة أي سورة تفضلها بعد الفاتحة، مثل سورة الإخلاص أو الفلق.
3. الدعاء بعد صلاة الركعتين:
بعد إتمام صلاة الركعتين، يأتي الجزء الأهم في صلاة الاستخارة، وهو الدعاء لله. يُنصح أن تدعو الله بصراحة ووضوح، حيث يمكنك أن تطلب منه الهداية بخصوص القرار الذي أمامك.
الدعاء الوارد في صلاة الاستخارة:
بعد الانتهاء من الركعتين، يجب على المسلم أن يرفع يديه ويقول الدعاء التالي:
“اللهم إني استخيرك بعلمك واستقدرك بقدرتك، واسالك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا اقدر وتعلم ولا اعلم وانت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم ان هذا الامر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال عاجل امري وآجله فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، اللهم وإن كنت تعلم ان هذا الامر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة امري او قال في عاجل امري وآجله فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان ثم ارضني.”
- الدعاء يمكن أن يُقال بنية خالصة وتوجه مباشر إلى الله، مع الإيمان الكامل بقدرة الله تعالى في اختيار الأنسب لك.
- ملاحظة: لا يُشترط أن يكون الدعاء باللغة العربية فقط، لكن يُفضل أن يكون الدعاء بكلمات صادقة مع الإحساس بالمطلب.
4. اتباع إشارات الله تعالى:
بعد أداء صلاة الاستخارة، يجب على المسلم أن يكون على استعداد لتقبل نتيجة الأمر. قد تظهر إشارات أو علامات تساعدك على اتخاذ القرار، سواء من خلال الراحة النفسية أو التوجيه الإلهي الذي قد يظهر من خلال الحوادث أو المواقف التي تحدث.
- قد تشعر بالراحة والاطمئنان عند اتخاذ قرار معين، وهذا من علامات نجاح استخارتك.
- قد تشعر بعدم الراحة في حال كان القرار غير مناسب لك، أو قد تجد أن الأمور بدأت تتعثر.
التوكل على الله والقبول بما يقدره الله تعالى هو جزء مهم من صلاة الاستخارة.
أوقات صلاة الاستخارة:
من الأفضل أداء صلاة الاستخارة في أوقات النفل المستحبة، مثل:
- بعد صلاة الفجر.
- قبل النوم.
- بعد الصلوات المكتوبة (الفروض) خاصة في أوقات الفراغ.
ولكن لا مشكلة من أداء صلاة الاستخارة في أي وقت، بشرط أن لا يكون في الأوقات المكروهة مثل وقت الظهر بعد صلاة الفجر مباشرة.
هل يجب تكرار صلاة الاستخارة؟
نعم، يمكن تكرار صلاة الاستخارة أكثر من مرة، خاصة إذا كنت في حيرة بشأن قرارك. لا يوجد عدد معين لتكرار الصلاة، ولكن النية الصافية و التوكل على الله هما الأساس في تحقيق النتيجة المرجوة.
صلاة الاستخارة هي أداة عظيمة في الإسلام تساعد المسلم في اتخاذ القرارات الصائبة في حياته. من خلال الدعاء والتوكل على الله، يُمكن للمسلم أن يطمئن قلبه في ظل ما يمر به من خيارات صعبة أو مفترقات طرق. أتممت الصلاة وتوجهت إلى الله بنية صافية، ثم تركت الأمر لله لتختار ما فيه خير لك، وهذا هو ما يعبر عنه مفهوم الاستخارة في الإسلام.
تعليق واحد