الصفا الحادي عشر

شرح درس مدرسة الإحياء للصف الحادي عشر الفصل الثاني

تعتبر مدرسة الإحياء واحدة من المدارس الأدبية التي أثرت في الأدب العربي الحديث، حيث لعبت دورًا مهمًا في تطور الشعر العربي من خلال اهتمامها بالماضي الأدبي وتجديده بما يتناسب مع العصر الحديث. ظهرت هذه المدرسة في فترة زمنية حرجة، حيث حاول شعراؤها إعادة إحياء الشعر العربي الكلاسيكي وتطويره ليواكب التحديات الاجتماعية والسياسية التي كانت تمر بها الأمة العربية. سنقدم لكم في هذا الموضوع شرحًا مفصلًا عن مدرسة الإحياء، تعريفها، سماتها، وأبرز شعرائها.


تعريفها:

تُسمى مدرسة الإحياء أحيانًا بـ “التقليدية” أو “الكلاسيكية الجديدة” (المدرسة الإحيائية)، وقد ظهرت في الربع الأخير من القرن التاسع عشر واستمرت حتى الأربعينيات من القرن العشرين. كان هدف هذه المدرسة الأساسي هو إحياء الأدب العربي القديم، وذلك من خلال العودة إلى الأساليب القديمة في الكتابة.


سماتها:

  1. المحافظة على التراث الأدبي القديم:
    اهتم شعراء الإحياء بالحفاظ على تراث الشعر العربي القديم ومفاهيمه، وكانوا يرون في تجديده أمرًا ضروريًا للحفاظ على هوية الأدب العربي.

  2. اتباع أساليب القدماء في المعالجة والصياغة:
    تبنى شعراء الإحياء أسلوب الكتابة التقليدي، حيث حافظوا على بناء القصيدة التقليدية، واستمروا في استخدام البحور الشعرية والقافية الواحدة في القصائد.

  3. تقليد كبار الشعراء:
    كما قام شعراء الإحياء بتقليد كبار الشعراء في الماضي، مثل البوصيري في قصيدته الشهيرة “البردة”، حيث قام أحمد شوقي بمحاكاة هذه القصيدة في قصيدة نهج البردة.

  4. استحداث أغراض شعرية جديدة:
    رغم تمسكها بالتقاليد القديمة، استطاعت مدرسة الإحياء أن تُحدث بعض التغيرات الأدبية، حيث أضافت أغراضًا شعرية جديدة مثل الشعر الوطني، الشعر الاجتماعي، و القصص المسرحي، مما أضاف تنوعًا جديدًا في الأدب العربي.


أهم أعلامها:

  1. أحمد شوقي
  2. خليل مردم بك
  3. بدوي الجبل
  4. عمر أبو ريشة
  5. معروف الرصافي
  6. جميل صدقي الزهاوي
  7. مهدي الجواهري
  8. رائدها: محمود سامي البارودي

التقليد والتجديد عند شوقي:

المعاني الشعرية:

  1. كان شوقي يُعبّر عن نظرته للعالم، حيث كان شعره يرتكز على معالجة قضايا الأمة والعالم.
  2. انتقل من التقليد إلى الابتكار الذاتي، حيث بدأ في تقديم شعر يعكس تجاربه الشخصية وأفكاره الفريدة.

غابت النزعة الفردية في شعر شوقي:
شعره كان يعكس حياة المجتمع بأبطاله، قضاياه التاريخية والاجتماعية والسياسية.


عناصر الأسلوب البياني في شعر الإحياء:

  1. جزالة اللفظ:
    كان اللفظ في شعر الإحياء قويًا وبيّنًا، بعيدًا عن التكلف والغموض.

  2. استخدام المجاز:
    كان الشعراء في هذه المدرسة يميلون إلى استخدام صور المجاز المختلفة مثل الاستعارة، الكناية، و التشبيه.

  3. البديع:
    اهتموا بتنوع الأساليب البديعية مثل الجناس، التضمين، السجع، والتصريع، وهي تساهم في تحسين تأثير النص وتجميله.


سبب تسمية مدرسة الإحياء بهذا الاسم:

تُسمى مدرسة الإحياء بهذا الاسم لأنها تهدف إلى إحياء الأدب العربي القديم بما يتلاءم مع العصر الحديث. كان الهدف الأساسي من هذه المدرسة هو إعادة تقديم الشعر العربي بشكل يتماشى مع الحاضر ويواكب التحديات الاجتماعية والسياسية.


في الختام:

تمثل مدرسة الإحياء مرحلة هامة في تطور الأدب العربي الحديث، فقد استطاعت أن تدمج بين التقاليد القديمة و التجديدات الأدبية. وبتأثير أحمد شوقي، و محمود سامي البارودي وغيرهم من الشعراء، ساعدت هذه المدرسة في إبراز الهوية الثقافية للأمة العربية. وقد أسهمت هذه المدرسة في فتح أفق التجديد الأدبي في الشعر العربي وترك أثرًا كبيرًا في تطور الشعر العربي الحديث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى