مواضيع تعبير وتقارير

موضوع عن معين بسيسو

السيرة الذاتية معين بسيسو

ولد الشاعر معين بسيسو في مدينة غزة بفلسطين عام 1926، في أسرة فلسطينية مهتمة بالثقافة والوطنية. والده هو توفيق، ووالدته هدى علي الشوا. نشأ في بيئة ثقافية واجتماعية غنية بالوعي الوطني. لديه أربعة أشقاء: عابدين، صهيب، سعد، وأسامة. وتزوج من صهباء البربري، وأنجب منها ثلاثة أبناء هم: توفيق، داليا، ومليكة.

موضوع عن معين بسيسو
موضوع عن معين بسيسو

تعليمه وبداياته السياسية

تلقى بسيسو تعليمه الابتدائي في مدرسة الشجاعية في غزة، ثم أكمل تعليمه الإعدادي والثانوي في كلية غزة، وحصل منها على شهادة الثانوية العامة عام 1948. أثناء دراسته، تعرّف معين بسيسو على أفكار عصبة التحرر الوطني في فلسطين عام 1947، ما قاده للانضمام إلى الحزب الشيوعي الفلسطيني، فبدأ حياته السياسية مبكرًا وأصبح ناشطًا في العمل الوطني والديمقراطي.

في أكتوبر 1948، التحق بكلية الآداب قسم الصحافة في الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وتخرج منها عام 1952. وخلال فترة دراسته، بدأ في نشر قصائده الشعرية التي تأثرت بشعراء مثل عبد الكريم الكرمي (أبو سلمى). نشر أولى قصائده في مجلة الحرية اليافاوية عام 1944، ثم بدأ في نشر قصائده الوطنية في صحيفة “الاتحاد” الشيوعية الحيفاوية منذ عام 1946.

مسيرته الأدبية والسياسية

خلال إقامته في القاهرة، نشر أعماله في مجلة الملايين المصرية التابعة للحركة الديمقراطية للتحرر الوطني (حدتو). وفي عام 1952، أصدر ديوانه الأول بعنوان “المعركة”، الذي حمل بين صفحاته رسائل نضالية ووطنية واضحة. تتابعت بعدها أعماله الشعرية والمسرحية، التي نشرها في القاهرة، بيروت، وبغداد.

بعد عودته إلى غزة، عمل مدرسًا للغة الإنجليزية في مدرسة الشجاعية، لكنه سرعان ما سافر إلى العراق عام 1953 للعمل مدرسًا لبضعة أشهر في قرية الشامية بمحافظة الديوانية. بعد عودته إلى غزة، تم تعيينه مدرسًا في مدرسة مخيم البريج الإعدادية التابعة لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (الأونروا). إلا أنه تم فصله بعد تنظيمه مظاهرة طلابية احتجاجًا على غارة إسرائيلية على المخيم، ما أدى إلى مقتل 50 شخصًا. بعدها تم تعيينه كاتبًا في ورشة سيارات الأونروا في غزة.

في أواخر عام 1953، شارك معين بسيسو في عقد المؤتمر الأول للحزب الشيوعي الفلسطيني في غزة، حيث تم انتخابه أمينًا عامًا للحزب. استمر في العمل الوطني، وشارك في تحرير النشرة السرية للحزب الشيوعي “الشرارة”.

الاعتقالات والنشاطات السياسية

في مارس 1955، اعتقلته السلطات المصرية، التي كانت تدير قطاع غزة، بتهمة قيادته المظاهرات الوطنية ضد مشروع إسكان اللاجئين الفلسطينيين في شبه جزيرة سيناء، ولم يُفرج عنه إلا في يوليو 1957. بعد الإفراج عنه، عمل ناظرًا لمدرسة صلاح الدين الإعدادية التابعة للأونروا في غزة. لكن في عام 1959، تم اعتقاله مجددًا بسبب الخلافات بين الناصريين والشيوعيين، وبقي في المعتقل حتى مارس 1963.

بعد إطلاق سراحه، عاد بسيسو إلى العمل في التعليم، حيث عمل في مدارس جباليا وبني سهيلا بخان يونس. كما ساهم في إنشاء الإذاعة الفلسطينية بعد تأسيس منظمة التحرير الفلسطينية عام 1964.

المرحلة اللاحقة والمنفى

بعد احتلال غزة عام 1967، غادر معين بسيسو إلى دمشق، حيث عمل في جريدة “الثورة” السورية. لاحقًا، استقر في القاهرة ثم بيروت، حيث عمل في الصحافة وكتب برامج متنوعة للإذاعة. في بيروت، عمل حتى 1974 في مجلة الأسبوع العربي، ثم أصبح يكتب في مجلة فلسطين الثورة.

تم انتخابه عضوًا في الأمانة العامة للاتحاد العام للكتاب والصحفيين الفلسطينيين، كما شغل عضوية الأمانة العامة لاتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. تولى في بيروت رئاسة تحرير الطبعة العربية من مجلة “اللوتس”.

في عام 1981، عُين مستشارًا ثقافيًا لرئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات، وكان عضوًا في المجلس الوطني الفلسطيني.

التكريم والجوائز

خلال مسيرته، حصل بسيسو على العديد من الجوائز والتكريمات. في عام 1979، منحه رئيس منظمة التحرير درع الثورة للفنون والآداب. وفي عام 1980، حصل على جائزة اللوتس الدولية للآداب من اتحاد كتاب آسيا وأفريقيا. تُرجمت أعماله الأدبية إلى عدة لغات منها الروسية، الإنجليزية، الفرنسية، الألمانية، والإسبانية، وغيرها.

وفاته

توفي معين بسيسو في لندن في 23 يناير 1984 إثر نوبة قلبية حادة. رغبت عائلته في دفنه في غزة، لكن السلطات الإسرائيلية رفضت ذلك، فنقل جثمانه إلى تونس ثم إلى القاهرة حيث دُفن في مقبرة الأربعينات.

أدبه وتأثيره

يُعد معين بسيسو واحدًا من أهم شعراء المقاومة الفلسطينية، وارتبط اسمه بالنضال من أجل فلسطين. اشتهر بأنه شاعر “الجماهير”، وكانت قصائده تتميز بلغتها السهلة وغناها بالرموز الثورية. تميزت أعماله الشعرية بالتحريض على النضال والمقاومة، وكان يرى في الشعر وسيلة لتجديد الدعوة للثورة والتمرد.

أعماله الشعرية والمسرحية

  • “المعركة” (1952)
  • “مارد من السنابل” (1955)
  • “فلسطين في القلب” (1960)
  • “الأشجار تموت واقفة” (1964)
  • “جئت لأدعوك باسمك” (1971)
  • “الآن خذي جسدي كيسًا من رمل” (1976)
  • “القصيدة” (1983)

في المسرح:

  • “مأساة إرنستو تشي جيفارا” (1969)
  • “ثورة الزنج” (1970)
  • “شمشون ودليلة” (1971)

في النثر:

  • “نماذج من الرواية الإسرائيلية المعاصرة” (1970)
  • “يوميات غزة” (1971)
  • “أدب القفز بالمظلات” (1972)
  • “دفاتر فلسطينية” (1978)

الإرث الأدبي

بعد وفاته، صدرت أعماله الكاملة في عدة مجلدات عن دار الأسوار في عكا ودار الفارابي في بيروت، متضمنة أشعاره ومسرحياته النثرية.

في الذكرى الثلاثين لوفاته، أقيم معرض في غاليري أرجوان ببيروت تحت عنوان “معين بسيسو: الإنسان والشاعر”، الذي ضم لوحات من رسومات لفنانين لبنانيين وعرب عكست ملامح معين بسيسو وشخصيته.

ختامًا، يبقى معين بسيسو رمزًا أدبيًا وسياسيًا للثورة والمقاومة الفلسطينية، أسهم من خلال شعره وأعماله المسرحية في إبراز قضايا فلسطين للعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى