أبو المظفر محمد بن أبي العباس الأبيوردي (حوالي 460هـ/1068م – 507هـ/1113م) هو شاعر وكاتب وأديب عربي عاش في القرن الخامس الهجري، وكان من أبرز أدباء وشعراء عصره. يُعرف بجودة أسلوبه وتنوع إنتاجه الأدبي.
نسبه:
ينتمي الأبيوردي إلى أسرة ذات نسب عريق يعود إلى صخر بن حرب بن أمية، أي إلى قبيلة قريش، وهو من بني أمية. جاء نسبه كاملاً على النحو التالي: أبو المظفر محمد بن أبي العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن إسحاق بن محمد بن إسحاق بن الحسن بن منصور بن معاوية بن محمد بن عثمان بن عنبسة بن عتبة بن عثمان بن عنبسة بن أبي سفيان بن حرب بن أمية الأموي العنبسي المعاوي الأبيوردي.
سيرته:
وُلد الأبيوردي في قرية “كوقن” القريبة من أبيورد في بلاد فارس. انتقل في بداية حياته إلى بغداد، حيث عمل معلماً لأولاد السفير السلجوقي لدى الخليفة العباسي بين عامي 451هـ و456هـ. بعد هذه الفترة، انقطعت أخباره لمدة ثلاثين عاماً تقريباً. في عام 486هـ، ظهر مجدداً في خدمة الوزير السلجوقي مؤيد الدولة عبيد الله بن نظام الملك.
كانت له علاقة متوترة مع بعض الشخصيات السياسية بسبب هجائه لهم في شعره، ما دفعه للتخفي في همدان لبعض الوقت. لاحقاً، تصالح مع الخليفة العباسي وعاد إلى بغداد، حيث عمل في المدرسة النظامية. وفي نهاية حياته، تولى بعض المهام الرسمية في أصفهان بإشراف من محمد بن ملكشاه. تُوفي مسموماً في أصفهان عام 507هـ، لكن سبب وفاته ظل مجهولاً.
شعره:
يُعتبر الأبيوردي من أشهر شعراء عصره، وتنوعت موضوعات شعره بين المديح والفخر والهجاء والغزل والوصف. تميز شعره بجمعه بين رقة الشعر الحضري وصلابة الشعر البدوي. وقد لاقت أشعاره استحساناً كبيراً لدى النقاد.
نُشر ديوانه لأول مرة في القاهرة عام 1860، وتكررت طباعته في عدة مناسبات لاحقة، منها طبعات في عامي 1899 و1909 في القاهرة، وفي دمشق عام 1975 بتحقيق عمر الأسعد.
مؤلفاته:
كان الأبيوردي متبحراً في مختلف العلوم، وله العديد من المؤلفات التي تغطي مجالات التاريخ والأنساب والأدب والقراءات القرآنية. من أبرز مؤلفاته:
- تاريخ أبيورد ونسا.
- قبسة العجلان في نسب آل سفيان.
- كتاب طبقات العلم في كل فن.
- تعلَّة المشتاق إلى ساكني العراق.
- صهلة القارح.
- المختلف والمؤتلف (مطبوع، 1957).
- زاد الرفاق.
- في الأنساب.
- كتاب ما اختُلِف وائتلف من أنساب العرب.
- كتاب نهزة الحافظ.
- كتاب المجتبي من المجتني.
- كتاب كوكب المتأمِّل.
- كتاب تعلَّة المقرور.
- كتاب الذرة الثمينة.
- كتاب صهلة القارح.
وفاته:
توفي الأبيوردي في 25 ربيع الأول 507هـ (11 أغسطس 1113م) في أصفهان، مسموماً وفقًا لبعض الروايات.
